رقاة شرعيون أم متحرشون .. دراسة سعودية 76% منهم كاذبون

لاما عزت 6 أغسطس 2016

شريحة كبيرة من المجتمع السعودي، تلجأ إلى الرقية الشرعية، بحثاً عن حل لمشاكل صحية أو أوهام بأن البيت وأهله مسحورين أو سعياً لحل الخلافات الزوجية والمشاكل الأسرية. والرقية الشرعية عند من يمارسها بحق موجودة، ولكنها نادرة، ولو أن الله منحها لهذا العدد الكبير من البشر لوجد الناس حلولاً لكل مشاكلهم، لذلك فليس كل من تمتم وقرأ على الماء هو يقوم فعلاً بالرقية الشرعية، فهي تحتاج إلى الإيمان العميق والتمسك بحبال الله والثقة المطلقة حد اليقين الذي ما بعده شك والرضى بالتجربة والاختبار والمواظبة على الصلوات والزكاة والتصدق والنية الطيبة والاتكال على الله وحمل هم المؤمن لأخيه المؤمن. أما المصادر الرسمية السعودية المختصة فتؤكد أن  لديها 315 ملفاً لشكاوى من هذا النوع ما بين التحرش والسرقة والاحتيال، ويتم التدقيق فيها بالتنسيق مع الجهات الأمنية. إلى جانب هذه التقارير الرمسية، فقد أعلنت دراسة سعودية أجراها المختص في التاريخ الإسلامي الدكتورعبدالعزيز الموسوي، وقام فيها بدراسة مسحية لـ 250 ممن يقدمون أنفسهم رقاه الشرعيين، وخرج بنتيجة تؤكد أن 74% مدّعون، و18% متحرشون، و8% صادقون في رقيتهم. ويؤكد الموسوي أنه ولمعرفة القلة القليلة الصادقة فإن الراقي الصادق #  لا يبيع عسلاً وأعشاباً طبية، وإن فعل، فتكون بأسعار عادية # لا يقوم ببدعة القراءة الجماعية #لا يتقاضى مبالغ كبيرة نظير قراءته # لا يطلب الاختلاء بالنساء التحرش الجنسي بالنساء مؤخراً اعتقلت السلطات السعودية في مدينة الخبر الخبر القديمة أحد الرقاة الشرعيين، بعد أن وردتهم بلاغات تم التأكد منها، تتهم الراقي المزيف بأنه يقيم علاقات محرمة مع النساء، بعد أن يوهمهن بأنهن ملبوسات من الجان، وأن معاشرته لهن ستطرد الجان من أجسادهن.??تلقت الشرطة بلاغاً من سيدة، بعد أن تحرش بها الراقي المزيف، وفيما بعد كشفت التحقيقات أن سيدات أخريات تقدمن ببلاغات ضد رقاة مدعين، يتهمونهم فيها بالتحرش الجنسي خلال عملية الرقي التي تتم عادة في غرفة مغلقة وعلى انفراد. وفي قصة أخرى، انتهى الاعتداء الذي قام به أحد الرقاة على طفلة مصابة بتشنجات عصبية بوفاتها، الحالة موثقة في الملفات الرسمية، وقد توفيت الطفلة التي كانت تعاني من مرض عصبي ولكن أهلها أصروا على أنها ممسوسة بالجن، رافضين عرضها على طبيب. ظلت الفتاة تراجع الراقي، وبعد فترة سولت له نفسه الاعتداء عليها جنسياً، الأمر الذي تسبب في مضاعفات خطرة، انتهت بنزيف حاد أدى إلى وفاتها. سرقة مبالغ كبيرة من الرجال أحد أصحاب التجارب المؤلمةفي هذا المجال، شاب سعودي خسر 100 ألف دولار في أقل من عامين لمصلحة أحد الرقاة المدعين، بعد أن مرضت زوجته وأولاده، وبعد أشهر من مراجعة مستشفيات الطائف (غربي السعودية)، أقنعه أحدهم أن عائلته مسحورة. وعند الراقي أصبح يدفع مئة دولار على كل جلسة دون أن تتحسن زوجته، التي لم يوفرها الراقي بل تحرش بها. الخوف من الفضيحة ما يبلغ عنه من حالات التحرش والاحتيال قد لا تكون سوى نقطة في بحر، فكثير من النساء يسكتن خوفاً منم الفضيحة واللوم، وكثير من الرجال يخجلون الاعتراف بأن أحداً نصب عليهم وبأنهم ساذجون، وكثير من الفتيات اللواتي يصطحبهن ذويهن للرقاة مريضات ولا يستوعبن ما يحدث لهن. فمتى نضع حداً لهذه الظاهرة وكيف يمكن وضع إجراءات قانونية لضبطها.... كلمة أخيرة لماذا تذهبون ببناتكم وأبنائكم إلى التهلكة؟ لماذا لا تطلبون العون من الله فليس هناك وساطة بين العبد وربه؟ لماذا لا تلجؤون للعلم والطب؟ لا تزيدوا من هذه الظاهرة انتشاراً ومن عدد ضحاياها الذين هم فلذات أكبادكم وأحبائكم.